اضاف الاقتصاد الاميركي 263 الف وظيفة في سبتمبر 2022، وهذه القراءة تعتبر الاضعف منذ ابريل من العام 2021، لكنها اعلى من التوقعات التي كانت تشير الى اضاففة 250 الف وظيفة تقريباً. الاضافة الاكبر في القطاعات كانت ضمن قطاع الترفيه والضيافة حيث اضاف هذا القطاع 83 الف وظيفة، بالاضافة الى قطاع الرعاية الصحية والذي اضاف 60 الف وظيفة، بينما شهد قطاع الاعمال الاحترافية وخدمات الاعمال حوالي 46 الف وظيفة واخيراً القطاع الصناعي اضاف 22 الف وظيفة. ارقام شهر سبتمبر تعتبر ضعيفة نوعاً ما رغم اضافة 263 الف وظيفة، وذلك لان هذه الارقام تعتبر اقل من المتوسط الذي كان عند 439 الف وظيفة خلال الاشهر الثمانية الماضية، حيث ان رفع معدلات الفوائد في الولايات المتحدة بدأت بالتأثير سلباً على الاقتصاد على الرغم من دلك، لازالت الارقام تشير الى استمرار حالة سوق العمل الضيق، وذلك في ظل ان الارقام التي تم الاعلان عنها اليوم لازالت اعلى من المتوسط الشهري في العام 2010 عند مستويات 167 الف وظيفة، وهو الشيء الذي يدفع التوظيف الى اكثر من 500 الف وظيفة اعلى من المستويات التي كانت عليها قبيل جائحة كورونا.
معدلات البطالة
تراجعت معدلات البطالة الاميركية في سبتمبر نحو مستويات 3.5% لتعود الى ادنى مستوياتها في يوليو الماضي، والتي تعتبر الادنى في اكثر من 29 شهر تقريباً، كما انها اتت اقل من توقعات الاسواق التي كانت تشير الى استقرارها عند مستويات 3.7%، وهذه لازالت تعتبر اشارة على ان قطاع التوظيف لازال في حالة جيدة في اكبر اقتصاد في العالم. وتراجع عدد العاطلين عن العمل طبقاً للارقام الرسمية بحوالي 261 الف شخص، ليصبح المجمل 5.75 مليون في سبتمبر، بينما وصل عدد العاملين الى مستويات 158.9 مليون اميركي بارتفاع قدره 204 الف عن الشهر الماضي. اما عن نسبة المشاركة في سوق العمل، ففد عادت للتراجع من جديد نحو مستويات 62.3 من 62.4 وهو ما يفسر بشكل واضح سبب تراجع معدلات البطالة.
معدلات الاجور
متوسط الاجور بالساعة في الولايات المتحدة الاميركية شهد ارتفعاً ببواقع 10 سنت فقط او بواقع 0.3% الى مستويات 32.46 في سبتمبر الماضي، وهو ما يعتبر نسف قراءة شهر اغسطس الماضي، متماشياً مع توقعات الاسواق. بينما شهدت الاجور في قطاع الانتاج ارتفاعاً بنفس النسبة بواقع 10 سنت او 0.4% خلال الشهر الماضي لتسجل 27.77 دولار تقريباً. وعلى اساس سنوي، فقد شهدت الاجور ارتفاعاً بواقع 5% على اساس سنوي وذلك بالمقارنة مع 5.2% خلال الشهر السابق، وهو ما يعتبر اقل من توقعات الاسواق بقليل والتي كانت تشير الى 5.1% تقريباً.
تفاعل الاسواق
ارتفع المؤشر العام للدولار الاميركي بعد الاعلان عن الارقام، حيث ان نتائج تقرير الوظائف الاميركي من غير المتوقع ان تؤدي الى اي تعديل في سياسة الفدرالي الاميركي في اي وقت قريب، على الرغم من ان عدد الوظائف الذي تم اضافته الشهر الماضي هو الاقل منذ ابريل من العام الماضي. إلا ان ارتفاع الدولار لم يستمر طويلاً وعاد لتقليص المكاسب منذ بداية تعاملات الجلسة الاميركية. وخلال الايام القليلة الماضية، من الممكن ملاحظة ان الزخم الايجابي للدولار قد تراجع بشكل ملفت وخصوصاً منذ بداية الاسبوع الحالي، ونعتقد حالياً بأن الدولار قد اقترب من القمة بعد الارتفاعات القوية التي سجلها خلال الفترة الماضية.
اما عن المؤشرات الاميركية، فقد شهدت المؤشرات الرئيسية الثلاث تراجعات بأكثر من 1% مع الافتتاح بعد الاعلان عن الارقام، إلا انها استطاعت تقليص الخسائر قليلاً في الساعة الاولى للتداولات. وفي الوقت الحالي، النظرة العامة للاسواق الاميركية لازالت ضعيفة بشكل ملفت. على الرغم من ذلك، إلا اننا نعتقد ان الاسواق الاميركية قد تكون قريبة جداً من انهاء هذا الاتجاه السلبي قريباً وخصوصاً خلال الربع الاخير من العام الحالي، بالاضافة الى ان حالة الاسواق وصلت الى حالة ما يعرف بحالة الخوف الكامل، وهو الشيء الذي قد يفتح المجال لفرص كثيرة خلال الاشهر القليلة المقبلة، وسنكون في حالة حذر شديد في انتقاء الاصول التي سيتم شراؤها خلال الاسابيع المقبلة.