الانظار تتجه نحو ارقام التضخم الأميركية

اظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي بأن الباب لازال مفتوحاً امام المزيد من رفع معدلات الفائدة، بمعنى لا يوجد تغير كبير في لهجة الفدرالي بعد واظهر البيان ان أعضاء الفدرالي تفاجؤوا بشكل كبير من زخم ارتفاع التضخم، ولهذا يتوقع الأعضاء استمرار ارتفاع معدلات الفائدة حتى تعود معدلات التضخم للتراجع بشكل ملفت.

“رأى الأعضاء ان لجنة السياسة النقدية كان يجب عليها التحرك بشكل كبير كما حصل سابقاً ومن ثم الإبقاء على السياسة الأكثر تشدداً دون تغيير لفترة من الزمن وذلك لكي تفي هذه اللجنة بالوعود والاعمال الموكلة اليها، واهمها المحافظة على حالة التوظيف الكامل في سوق العمل فضلاً عن المحافظة على استقرار الأسعار” من بيان الفدرالي الأميركي اليوم.

كما ذكر الأعضاء ايضاً ان معدلات التضخم “بدأت تظهر بعض الإشارات الجيدة نوعاً ما، لكنهم يعتقدون طبقاً لتوقعاتهم ان رفع أسعار الفائدة سيستمر خلال الفترة المقبلة حتى ييتم الوصول الى الهدف المنشود”

“بعض الأعضاء ذكروا انه في الوضع الحالي الذي يمر به العالم من حالة من عدم اليقين سواء على مستوى الاقتصاد العالمي او الاستقرار المالي، إلا انه من المهم جداً ان يتم موازنة وتيرة التشديد المقبلة، وذلك بهدف التخفيف من مخاطر الاثار السلبية الكبيرة على التوقعات الاقتصادية” من محضر الفدرالي اليوم.

باختصار، الفدرالي غير جاهز حالياً لتغيير اللهجة او تعديل السياسة الحالية، لكنه وبنفس الوقت يلمح الى إمكانية تخفيف وتيرة الرفع في وقت ما في المستقبل، دون الخوض بالتفاصيل. . السؤال الأهم حالياً، متى سيقوم الفدرالي بذلك؟ برأيي, الفدرالي لن يتوقف حتى نشهد حدثاً سلبياً كبيراً في احد القطاعات التي ستضرر من الرفع الكبير الذي حصل لمعدلات الفائدة.

كل الأنظار تتجه نحو ارقام التضخم الأميركية

اذا كنت تتساءل عن سبب عدم تحرك الأسواق بشكل كبير بعد الإعلان عن محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، فالإجابة بسيطة، الجميع ينتظر ارقام التضخم الأميركية والتي سيتم الإعلان عنها قبيل بداية الجلسة الأميركية يوم غد.

التوقعات حالياً تشير الى نوع من التضارب في الأرقام، حيث من المتوقع ان يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس سنوي الى مستويات 6.5% من 6.3% مرة أخرى. إلا ان مؤشر أسعار المستهلكين العام من المتوقع ان يتراجع قليلاً نحو مستويات 8.1% من مستويات 8.3%.

باختصار وبدون الخوض بالتفاصيل اكثر، طالما ان التضخم الأساسي على أساس سنوي لازال يظهر المزيد من الارتفاعات، ستبقى الأسواق تحت الضغط بشكل اكبر. الشيء الوحيد الذي من الممكن ان يساعد الأسواق يوم غد تحديداً هو ان نشهد مفاجأة سارة، من خلال تراجع التضخم الأساسي والتضخم العام على عكس التوقعات، وفي ما لو تم ذلك بالفعل، فسنشهد جلسة خضراء مع نهاية تعاملات يوم غد.

انضم الى جلسة التداول المباشرة المقبلة