• 1101 Walnut Street, Kansas City, MO. 64106
  • info@nourhammoury.com
  • +1 (816) 589 4012

اظهر تقرير الوظائف الأميركي الذي تم الإعلان عنه خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي نتائج متضاربة نوعاً ما، إلا انه كان هناك إشارات واضحة من هذا التقرير على ان الضعف قد يكون بدأ بالظهور في بعض القطاعات، بما فيها القطاع الصناعي والقطاع الخاص ايضاً. حيث خسر القطاع الصناعي الوظائف للشهر الثاني على التوالي، وهو الشيء الذي لم نشهد له مثيل منذ بداية حقبة فايروس كورونا، بينما أظهرت ارقام الوظائف في القطاع الخاص استمرار الضعف لتصل الى ادنى مستوياتها منذ عامين تقريباً.

بقية الأرقام كانت ضمن التوقعات تقريباً، حيث استمر التباطؤ في معدلات الأجور على أساس سنوي، وهو الشيء الذي يظهر عدم وجود مخاطر تضخمية للأجور، بينما تراجعت معدلات البطالة من جديد نحو مستويات 3.5%.

تفاعل الأسواق كان محدوداً جداً وذلك في ظل عطلة الأسواق الأميركية في ذلك اليوم بمناسبة يوم الجمعة العظيمة، ولهذا، نتوقع ان يكون هناك تفاعل اكبر خلال جلسة اليوم الاثنين. وبما انه لا توجد مخاطر تضخمية بحسب ارقام الأجور حالياً، واستمرار قوة الوظائف في بقية القطاعات، فقد عادت توقعات رفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس من قبل الفدرالي على الطاولة من جديد. إلا ان الأسواق تنتظر المزيد من الدلائل والتي من المتوقع ان تظهر خلال جلسة الأسبوع الحالي.

ما اهم ما يحب متابعته هذا الأسبوع

على الرغم من وجود العديد من الاحداث الرئيسية هذا الأسبوع حول العالم، إلا ان الأهمية تكمن في الأرقام الأميركية المنتظرة هذا الأسبوع، والتي تبدأ من حديث للعديد من أعضاء الفدرالي الأميركي يوم الثلاثاء.

اما خلال تداولات يوم الأربعاء، تتجه انظار الأسواق نحو ارقام التضخم الأميركية وخصوصاً الأرقام السنوية. تشير التوقعات الى مزيد من التباطؤ في مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي نحو مستويات 5.2% من مستويات 6.0%، والذي قد يكون بمثابة القراءة الأضعف منذ سبتمبر من العام 2021. لكن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس سنوي، فتشير التوقعات الى ارتفاعه من جديد الى مستويات 5.6% من 5.6%، وهو الشيء الذي سيزيد من تأكيد توقعات الأسواق بأن نشهد رفعة أخرى للفائدة من قبل الفدرالي في الاجتماع المقبلة. اما افضل السيناريوهات للمؤشرات الأميركية هذا الأسبوع، فستكون في ما لو أتت ارقام التضخم بمفاجأة اكبر نحو الأسفل.

وخلال تداولات يوم الخميس، تتجه الأنظار نحو ارقام مؤشرات أسعار المنتجين، حيث تشير التوقعات الى تباطؤ مؤشر أسعار المنتجين العام على أساس سنوي الى مستويات 3.1% من مستويات 4.6%، بينما تشير التوقعات الى تباطؤ مؤشر أسعار المنتجين الأساسي على أساس سنوي الى تراجعه نحو مستويات 3.3% من 4.4، وهو الشيء الذي سيعتبر بمثابة اخبار إيجابية للمؤشرات الأميركية من جديد، خصوصاً في ما لو أتت الأرقام بأقل من التوقعات.

اخيراً وخلال تداولات يوم الجمعة، تتجه الأنظار نحو ارقام مبيعات التجزئة والتي سيكون لها علاقة وطيدة بتوقعات النمو للربع الماضي، حيث من المتوقع ان تتراجع مبيعات التجزئة بواقع 0.5% مقابل تراجع آخر بواقع -0.4% للقراءة السابقة، والذي قد يكون التراجع الشهري الثاني على التوالي. اما مبيعات التجزئة الأساسية، فتشير التوقعات الى تراجعات اكبر وبواقع -0.4%، حيث ستكون هذه التراجعات هي الأكبر منذ شهرين تقريباً.

التوترات الجيوسياسية

خلال الأيام القليلة الماضية، شهدنا ارتفاع التوترات الجيوسياسية حول العالم سواء في اسيا او في دول الاتحاد الأوروبي وخصوصاً فرنسا. وعلى ما يبدوا ان الحرب الباردة قد بدأت بالفعل. الإعلان من قبل الصين عن مناورات عسكرية حول جزيرة تايوان قد تكون ذات خطر حقيقي خلال الأيام المقبلة خصوصاً في ما لو حصلت أي تصعيدات خلال الساعات والأيام المقبلة، كما ان الولايات المتحدة الأميركية لن تقف مكتوفة الايدي.

اما من الجهة الأخرى، فقد شهدت كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا تبادلاً للاتهامات حول أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما قامت الولايات المتحدة الأميركية برفع مستوى نبرة العنف والتهديد قليلاً، لتحذر روسيا من عدم سوء فهم نوايا الولايات المتحدة الأميركية وان لا تقلل من احتمالات الرد الأميركي.

على الرغم من هذه الاحداق والتوترات، إلا ان الأسواق لا تبدوا في حالة من الخوف بعد بدليل تراجع أسعار الذهب خلال الجلسة الاسيوية اليوم، لكن من المهم جداً متابعة هذه الاحداث خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، ولهذا، من المناسب ان يكون لدينا نسب مخاطرة اقل من السابق حتى اشعار آخر.



This website uses cookies and asks your personal data to enhance your browsing experience.